كلمة الحجاب في القرآن
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كلمة الحجاب في القرآن
يستعمل كثير من المسلمين كلمة ( الحجاب ) لوصف ما يسمونه بالزي
الإسلامي للمرأة , خاصة غطاء الرأس والذي يصفه البعض أيضا بأنه يجب أن يغطى العين
اليسرى للمرأة تاركا لها العين اليمنى فقط لترى بها طريقها وأكثر المسلمين لا
يعرفون أن كلمة الحجاب الموجودة في القرآن تتكرر سبع مرات وليس في هذه السبع مرات
ولو مرة واحده استعملت كلمة الحجاب لتعنى زي المرأة و لباسها.
نبذة تاريخية عن الحجاب
بينا يدعي بعض المسلمين
أن الحجاب هو زي إسلامي فإنهم يكشفون عن جهلهم بالقرآن والتاريخ, فالحجاب كزي
للمرأة ليس له علاقة بالإسلام أو القرآن.فالحجاب أو الخمار يرجعان للحضارات
الإنسانية القديمة قبل الإسلام والدارس للفن الروماني والاغريقي سوف يجد الحجاب أو
الخمار في الآثار الفنيه من رسم وتماثيل وقوانين وضعيه . ففي العصر الروماني
والإغريقي كان كلا من الرجال والنساء يلبسون غطاء للرأس في احتفالاتهم الدينية .
من هذه العادات أخذ اليهود عادة غطاء الرأس للرجال والنساء وكتبوها في التلمود
مدعيين أن هذه قوانين من عند الله وكلنا نعرف أن التلمود لليهود هو كمثل الحديث والسنه
عند المسلمين ، فكلها قوانين مكتوبة بأشخاص عاشوا بعد وفاة الأنبياء وادعوا أنها
من عند الله برغم عدم وجود هذه القوانين في الكتب السماوية وبعد اليهود استمر
النصارى في عادة تغطية الرأس. وانه لمن المهم
أن نذكر القارئ بما أكده أحد الحاخامات اليهود من أن التوراة نفسها ليس بها
أمر واحد للمرأة بتغطية الرأس ولكنه يوجد في التلمود ، والتلمود هو الكتاب الذي
كتبه الحاخامات بعد وفاة أنبياء بنى اسرائيل وما زال الحاخامات يشجعون المرأة
اليهودية على تغطية رأسها في المعابد اليهودية ، ومثلهم يشجع القساوسة المرأة
المسيحية على تغطية رأسها, بناء على العادات التي ورثوها من اليهود وليس بناء على
القوانين الالهيه .
وكما نتوقع, فإن قدماء العرب سواء كانوا يهودا أو نصارى أو
مسلمين غطوا رؤوسهم نتيجة للعادات المتوارثة وليس نتيجة للدين الإلهي في التوراة
والإنجيل والقرآن وكما نعرف كلنا فإن كثيرا من الرجال في منطقة الجزيرة العربية ما
زالوا يغطون رؤوسهم كجزء من العادات القبليه المتوارثة وكذلك تفعل النساء, وهذه
العادات كانت أهم منها في المناطق الصحراوية عن مناطق الحضر حيث يلزم غطاء الرأس
وأحيانا الوجه لتجنب لفحة الشمس وعواصف الرمال المتكررة حتى أصبح غطاء الرأس عادة
من العادات العربية وليس له أساس إسلامي أو عقائدي.
باختصار ، الحجاب عبارة عن زي تقليدي متوارث من قبل زمن القرآن الكريم
ولم ينزل به أي قانون الهى في التوراة أو الإنجيل أو القرآن وفي بعض الأماكن في
العالم فإن الرجال هم الذين يرتدون الحجاب بينما النساء من نفس القبيلة لا يرتدون
الحجاب كم نرى في قبائل الطوارق في شمال افريقيا .
وإنه من أخطر الأمور أن نخلط بين العادات والتقاليد وبين ما
يأمرنا الله به في كتبه الكريمة لأن الإدعاء بأن أي عادة من العادات هي من عند
الله هو إدعاء كاذب يماثل الشرك بالله
والكذب في حقه جل جلاله, تعالي عن كل إدعاء كاذب.
وعندما تصبح العادات والتقاليد أهم عند الناس من قوانين الله سبحانه
وتعالي في القرآن يصبح الدين فاسدا ويفشلوا وتذهب ريحهم ويختفي النصر الذي وعده
الله عباده ويحل محله الهزيمة والخسران.
كلمة الخمار في القرآن
توجد كلمة الخمار في سورة النور في الآية 31 وهى الآية التي يشير
اليها بعض المسلمين على أنها تحتوى على الأمر بغطاء الرأس والوجه ولكن بعد دراسة
هذه الآية الصريحة سنجد أنها لا تحتوى إلا على الأمر بأن تستعمل المرأة ما تلبسه
لتغطى فتحة الصدر وهى ما تعرف في العربية "بالجيب" وليس في الايه أية
أوامر أكثر من هذا. فنحن لا نجد حتى ولو
مجرد ذكر لكلمة رأس ، شعر أو وجه في هذه الآية ويجب أن نعرف أن الله سبحانه وتعالي
استعمل هذه الكلمات الثلاثة في القرآن في أكثر من آيه ولكنه لم يذكرهم في الآية 31
من سورة النور ليس لأنه ينسى ، استغفر الله, بل لأنه سبحانه وتعالي يأمر ما يريد
أن يأمر به بدون زيادة أو نقصان .
ولقد ادعى المسلمون أن كلمة خمار في هذه الايه في قوله تعالي (
وليضربن بخمرهن ) هو غطاء الرأس متناسين في ذلك المعنى الصريح لكلمة خمار وهى غطاء
، أى غطاء, وهو نفس السبب لإستعمال كلمة خمر للإشارة الي المشروبات الروحيه التي
تفرض غطاء من سوء الحكم والفهم على شاربها .وبينما أمر الله المرأة بأن تغطى صدرها
بردائها الذي ترتديه ادعى كاتبوا التفاسير أن الله يقصد للمرأة أن تغطى رأسها
ووجهها وكأن الله كان في حاجة اليهم, استغفر الله, ليبينوا مالم يبينه الله بل وصل
بهم الأمر أن يدعوا أن كلمة خمار وهى تعنى غطاء إنما تعنى فقط غطاء الرأس وهو أمر
خطأ لغويا ودينيا ودنيويا .، فغطاء المائدة هو خمار وغطاء النافذة هو خمار وغطاء
السرير هو خمار وجلباب المرأة هو خمار . ولو أراد الله أن يأمر المرأة بأن تغطى
رأسها أو وجهها أو شعرها لفعل ذلك فإنه جل وتعالي أعظم من أن يترك أمرا من أوامره
للبشر ليصدروها أو يغيروها.
وإذا قرأنا حتى آخر الآية 31 " ولا يضربن بأرجلهن
ليعلم ما يخفين من زينتهن " لأيقنا أن طريقة مشى المرأة وضربها بأرجلها لا
تؤدى الي ظهور شعرها أو وجهها ولكن الي مبالغة واهتزاز أجزاء من جسمها يعتبرها
الرجل من زينة المرأة التي تثير غريزته, الأجزاء التي تختفي تحت ردائها.
ولاشك أن الله في رحمته الواسعة أمر المرأة أن تغطى من زينتها
ما ليس من الضروري كشفه ولكنه لم يحدد نوعية ومقدار هذه الزينة ولم يذكر اسماء هذه
الأجزاء من الزينة رغم علمه بكل أجزاء جسم المرأة لأن المكان والزمان والموقف لكل
إمرأه مسلمة يختلف عن غيرها, والمرأة في حكم فهمها للدين وظروفها عليها أن تختار
ما تعتبره مناسبا يرضى ضميرها ودينها وربها ، محافظه ، معتدلة ، وصالحه في
اختيارها لما يناسب وضعها ، غير كاشفة عما لا تحتاج كشفه.
بعد الأمر الإلهي في الآية 31 لا يستطيع أى إنسان مهما
كان فكر ه أن يطيع الا ما أمر الله به أو ينهى الا ما ينهى عنه الله ولو فعل
غير لدل ذلك على كفره وعصيانه وفشله في
اتباع القرآن ذلك الكتاب الكامل المفصل .
لذلك يعتبر اتباع أوامر أى إنسان غير موجود في القرآن شرك صريح
بالله سبحانه وتعالي.
والمرأة التي تلبس
الحجاب لأنه من ضمن عادات قومها أو مجتمعها لم ترتكب أى خطأ طالما فهمت أن لبس
الحجاب ليس فرض من الله سبحانه وتعالي . ولكن المرأة التي تلبس الحجاب وتدعوا اليه
معتقدة أن الله أمر به إنما ترتكب ذنبا لا يغفر لأنها أشركت في حكم الله أناسا
فرضوا قوانين لم يأت بها الله ولا رسوله الكريم وضللت من رسالة القرآن وطريقه
المستقيم .
وعلى هؤلاء مسئولية دراسة الأمر في القرآن ليتدبروا آياته
ويعلموا الحق من أحسن الحديث من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة
وفي هذه الآية يأمر الله زوجات النبي وبناته ونساء المؤمنين أن
يدنين عليهن من جلابيبهن بمعنى أن يرتدوا من ملابسهن ما هو طويل بما فيه الكفاية والتعبير
أيضا كما تعمده الله لا يحدد مدى هذا الطول هل هو الي الكعبين أو الي الركبة أو
بينهما والله لم يحدد هذا الطول الا لسبب واحد هو أن يعطى المرأة المؤمنة كامل
الحرية في تحديد ما تعتبره طولا مناسبا في المكان الذي تعيش فيه ، ثقة من الله في
حسن حكم المرأة المؤمنة التي تختار ثيابها وهدفها الكمال والجمال والتقوى كما
علمها الله في كتابه الكريم, والله في رحمته يعلم أن ما يعتبر مناسبا في دمشق قد
يعتبر فاضحا في الرياض وما يعتبر معتدلا
في لندن قد يعتبر خليعا في الخرطوم ولذلك لم يصدر له حكما واحدا لا يراعى
فيه المكان أو الزمان وهو أعلم بعباده وهو أرحم الراحمين ولأن الله لم يحدد هذا
الطول أو شكل هذا الجلباب فإنه ليس بالإمكان أي من البشر أن يعدل ما حكم الله به
أو أن يغيره و يحدده بفهمه القاصر على ظروف معيشته و مكانه أو زمانه ونحن لسنا
أكثر حكمة من الله أو أعلم منه بعباده.
لا جناح على
المرأة
وحين يصبح لا جناح على المرأة في إظهار بعض من زينتها في حضور
أفراد العائلة سمح الله للمرأة الا تتقيد بالشروط السابقة ولكن في حدود المعقول
وما يسمح به الأدب والاحترام للمحيطين بها.
خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
ما جعل عليكم في الدين من حرج
لقد كانت سنة الله لخلقه ألا يجعل الدين عليهم صعبا طالما سمعوا
لكلماته واتبعوا هداه وتدبروا كتابه أما هؤلاء الذين لا يكفيهم كتاب الله الكامل
الشامل التام فقد فرض لهم أن يخرجوا من رحمته ونصره وعزه ليقعوا فريسة للشيطان
فيجعل حياتهم صعبه تعيسة ومعقده غير ما ينتظرهم من عذاب أليم في الآخرة . فالله
سبحانه وتعالي لم يأمرنا إلا بما يريدنا أن نفعل ولم يذكر أية من الأمور الآخرى
التي لا تؤدى الي هدانا في هذه الحياة أو نجاتنا في الآخرة . فالله على سبيل
المثال لم يأمرنا أن ننام على الجانب اليمين أو اليسار أو كيف ندخل بيوتنا بالقدم
اليمنى أو اليسرى أو كيف نتصرف لو سقطت ذبابة في الطعام أو ماذا نقول قبل الجماع,
وغيرها من الأمور الدنيويه لأن هذه الأمور متروكة لنا لنتصرف فيها حسب فهمنا
وظروفنا طالما طبقنا القرآن الكريم الذي يأمرنا أن نذكر الله ذكرا كثيرا ونسبحه
بكرة وأصيلا , ولأن الله بعلمه الواسع عرف أن معظم هذه الأمور الدنيوية لا أهمية
لها في التقوى فإنه لم يصدر في شأنها أوامر وهذا ما أثار الفزع في هؤلاء الذين لا
يجدون في كتاب الله كل ما يعنيهم سواء كان ذلك يعنى الله جل جلاله أم لا يعنيه ,
فأضافوا الي كتاب الله كتب عديدة يدعون فيها أن الله يريد الناس أن تفعل هذا وذاك
في كل صغيرة وكبيرة من الأمور التي لا علاقة لها بالإيمان والتقوى ووقعوا في الشرك
والظلمة والخسران .
ويذكرنا الله أن هؤلاء الذين لم يكفهم كتابه سوف يأتون يوم
القيامة منكرين لشركهم
بل يعلمنا الله أن الرسول سيشتكى من المسلمين يوم القيامة
وشكوته هي الحق لأنها مؤكدة في كتاب الله وعلى كل مؤمن أن يعرفها حتى يتجنبها
الاستنتاج:
وضع الله ثلاثة شروط لزي المرأة في الإسلام من خلال أوامره
الربانية في القرآن الكريم.
1) خير اللباس التقوى
2) على المرأة أن تغطى صدرها
بردائها.
3) على المرأة أن تدنى عليها
جلبابها بمعنى أن يكون
رداءها طويلا بما فيه الكفاية ليعطيها
احترام من حولها.
وسمح
الله للمرأة أن تتصرف بحرية كاملة في تغطية ما تعتبره زينة داخليه وأن تكشف فقط
عما تعتبره لزوم الأمر والموقف.حيث تتصرف في وجود زوجها واهلها بحرية أكثر من حالة
وجود غرباء عنها
. لم يأمر الله في القرآن بأن ترتدى المرأة
لحجاب أو الخمار الذي توارثه الناس من قبل القرآن وعلى هؤلاء الذين يرتدونه أن
يعرفون أنه من عادات قومهم وليس من الدين في شئ.
والله دائما كاف عبده المؤمن ولكنه غير كاف للمشركين بالله
الذين لا يجدون في هذه الشروط الثلاثة المفصلة في القرآن ما يكفيهم فأضافوا اليها
من كل كتاب يجدونه حتى أصدروا حكمهم المخالف لحكم الله بما فيه من تغطية الرأس
والشعر والوجه وحتى تحكموا في ألوان الملابس وكونها ونوعها وحجمها وطولها وكأن
الله الحكيم العليم قد نسى هذه الأمور ، استغفر الله.
الإسلامي للمرأة , خاصة غطاء الرأس والذي يصفه البعض أيضا بأنه يجب أن يغطى العين
اليسرى للمرأة تاركا لها العين اليمنى فقط لترى بها طريقها وأكثر المسلمين لا
يعرفون أن كلمة الحجاب الموجودة في القرآن تتكرر سبع مرات وليس في هذه السبع مرات
ولو مرة واحده استعملت كلمة الحجاب لتعنى زي المرأة و لباسها.
نبذة تاريخية عن الحجاب
بينا يدعي بعض المسلمين
أن الحجاب هو زي إسلامي فإنهم يكشفون عن جهلهم بالقرآن والتاريخ, فالحجاب كزي
للمرأة ليس له علاقة بالإسلام أو القرآن.فالحجاب أو الخمار يرجعان للحضارات
الإنسانية القديمة قبل الإسلام والدارس للفن الروماني والاغريقي سوف يجد الحجاب أو
الخمار في الآثار الفنيه من رسم وتماثيل وقوانين وضعيه . ففي العصر الروماني
والإغريقي كان كلا من الرجال والنساء يلبسون غطاء للرأس في احتفالاتهم الدينية .
من هذه العادات أخذ اليهود عادة غطاء الرأس للرجال والنساء وكتبوها في التلمود
مدعيين أن هذه قوانين من عند الله وكلنا نعرف أن التلمود لليهود هو كمثل الحديث والسنه
عند المسلمين ، فكلها قوانين مكتوبة بأشخاص عاشوا بعد وفاة الأنبياء وادعوا أنها
من عند الله برغم عدم وجود هذه القوانين في الكتب السماوية وبعد اليهود استمر
النصارى في عادة تغطية الرأس. وانه لمن المهم
أن نذكر القارئ بما أكده أحد الحاخامات اليهود من أن التوراة نفسها ليس بها
أمر واحد للمرأة بتغطية الرأس ولكنه يوجد في التلمود ، والتلمود هو الكتاب الذي
كتبه الحاخامات بعد وفاة أنبياء بنى اسرائيل وما زال الحاخامات يشجعون المرأة
اليهودية على تغطية رأسها في المعابد اليهودية ، ومثلهم يشجع القساوسة المرأة
المسيحية على تغطية رأسها, بناء على العادات التي ورثوها من اليهود وليس بناء على
القوانين الالهيه .
وكما نتوقع, فإن قدماء العرب سواء كانوا يهودا أو نصارى أو
مسلمين غطوا رؤوسهم نتيجة للعادات المتوارثة وليس نتيجة للدين الإلهي في التوراة
والإنجيل والقرآن وكما نعرف كلنا فإن كثيرا من الرجال في منطقة الجزيرة العربية ما
زالوا يغطون رؤوسهم كجزء من العادات القبليه المتوارثة وكذلك تفعل النساء, وهذه
العادات كانت أهم منها في المناطق الصحراوية عن مناطق الحضر حيث يلزم غطاء الرأس
وأحيانا الوجه لتجنب لفحة الشمس وعواصف الرمال المتكررة حتى أصبح غطاء الرأس عادة
من العادات العربية وليس له أساس إسلامي أو عقائدي.
باختصار ، الحجاب عبارة عن زي تقليدي متوارث من قبل زمن القرآن الكريم
ولم ينزل به أي قانون الهى في التوراة أو الإنجيل أو القرآن وفي بعض الأماكن في
العالم فإن الرجال هم الذين يرتدون الحجاب بينما النساء من نفس القبيلة لا يرتدون
الحجاب كم نرى في قبائل الطوارق في شمال افريقيا .
وإنه من أخطر الأمور أن نخلط بين العادات والتقاليد وبين ما
يأمرنا الله به في كتبه الكريمة لأن الإدعاء بأن أي عادة من العادات هي من عند
الله هو إدعاء كاذب يماثل الشرك بالله
والكذب في حقه جل جلاله, تعالي عن كل إدعاء كاذب.
)فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) (يونس:17) |
وعندما تصبح العادات والتقاليد أهم عند الناس من قوانين الله سبحانه
وتعالي في القرآن يصبح الدين فاسدا ويفشلوا وتذهب ريحهم ويختفي النصر الذي وعده
الله عباده ويحل محله الهزيمة والخسران.
كلمة الخمار في القرآن
توجد كلمة الخمار في سورة النور في الآية 31 وهى الآية التي يشير
اليها بعض المسلمين على أنها تحتوى على الأمر بغطاء الرأس والوجه ولكن بعد دراسة
هذه الآية الصريحة سنجد أنها لا تحتوى إلا على الأمر بأن تستعمل المرأة ما تلبسه
لتغطى فتحة الصدر وهى ما تعرف في العربية "بالجيب" وليس في الايه أية
أوامر أكثر من هذا. فنحن لا نجد حتى ولو
مجرد ذكر لكلمة رأس ، شعر أو وجه في هذه الآية ويجب أن نعرف أن الله سبحانه وتعالي
استعمل هذه الكلمات الثلاثة في القرآن في أكثر من آيه ولكنه لم يذكرهم في الآية 31
من سورة النور ليس لأنه ينسى ، استغفر الله, بل لأنه سبحانه وتعالي يأمر ما يريد
أن يأمر به بدون زيادة أو نقصان .
ولقد ادعى المسلمون أن كلمة خمار في هذه الايه في قوله تعالي (
وليضربن بخمرهن ) هو غطاء الرأس متناسين في ذلك المعنى الصريح لكلمة خمار وهى غطاء
، أى غطاء, وهو نفس السبب لإستعمال كلمة خمر للإشارة الي المشروبات الروحيه التي
تفرض غطاء من سوء الحكم والفهم على شاربها .وبينما أمر الله المرأة بأن تغطى صدرها
بردائها الذي ترتديه ادعى كاتبوا التفاسير أن الله يقصد للمرأة أن تغطى رأسها
ووجهها وكأن الله كان في حاجة اليهم, استغفر الله, ليبينوا مالم يبينه الله بل وصل
بهم الأمر أن يدعوا أن كلمة خمار وهى تعنى غطاء إنما تعنى فقط غطاء الرأس وهو أمر
خطأ لغويا ودينيا ودنيويا .، فغطاء المائدة هو خمار وغطاء النافذة هو خمار وغطاء
السرير هو خمار وجلباب المرأة هو خمار . ولو أراد الله أن يأمر المرأة بأن تغطى
رأسها أو وجهها أو شعرها لفعل ذلك فإنه جل وتعالي أعظم من أن يترك أمرا من أوامره
للبشر ليصدروها أو يغيروها.
وإذا قرأنا حتى آخر الآية 31 " ولا يضربن بأرجلهن
ليعلم ما يخفين من زينتهن " لأيقنا أن طريقة مشى المرأة وضربها بأرجلها لا
تؤدى الي ظهور شعرها أو وجهها ولكن الي مبالغة واهتزاز أجزاء من جسمها يعتبرها
الرجل من زينة المرأة التي تثير غريزته, الأجزاء التي تختفي تحت ردائها.
ولاشك أن الله في رحمته الواسعة أمر المرأة أن تغطى من زينتها
ما ليس من الضروري كشفه ولكنه لم يحدد نوعية ومقدار هذه الزينة ولم يذكر اسماء هذه
الأجزاء من الزينة رغم علمه بكل أجزاء جسم المرأة لأن المكان والزمان والموقف لكل
إمرأه مسلمة يختلف عن غيرها, والمرأة في حكم فهمها للدين وظروفها عليها أن تختار
ما تعتبره مناسبا يرضى ضميرها ودينها وربها ، محافظه ، معتدلة ، وصالحه في
اختيارها لما يناسب وضعها ، غير كاشفة عما لا تحتاج كشفه.
بعد الأمر الإلهي في الآية 31 لا يستطيع أى إنسان مهما
كان فكر ه أن يطيع الا ما أمر الله به أو ينهى الا ما ينهى عنه الله ولو فعل
غير لدل ذلك على كفره وعصيانه وفشله في
اتباع القرآن ذلك الكتاب الكامل المفصل .
لذلك يعتبر اتباع أوامر أى إنسان غير موجود في القرآن شرك صريح
بالله سبحانه وتعالي.
والمرأة التي تلبس
الحجاب لأنه من ضمن عادات قومها أو مجتمعها لم ترتكب أى خطأ طالما فهمت أن لبس
الحجاب ليس فرض من الله سبحانه وتعالي . ولكن المرأة التي تلبس الحجاب وتدعوا اليه
معتقدة أن الله أمر به إنما ترتكب ذنبا لا يغفر لأنها أشركت في حكم الله أناسا
فرضوا قوانين لم يأت بها الله ولا رسوله الكريم وضللت من رسالة القرآن وطريقه
المستقيم .
وعلى هؤلاء مسئولية دراسة الأمر في القرآن ليتدبروا آياته
ويعلموا الحق من أحسن الحديث من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة
)يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59) |
وفي هذه الآية يأمر الله زوجات النبي وبناته ونساء المؤمنين أن
يدنين عليهن من جلابيبهن بمعنى أن يرتدوا من ملابسهن ما هو طويل بما فيه الكفاية والتعبير
أيضا كما تعمده الله لا يحدد مدى هذا الطول هل هو الي الكعبين أو الي الركبة أو
بينهما والله لم يحدد هذا الطول الا لسبب واحد هو أن يعطى المرأة المؤمنة كامل
الحرية في تحديد ما تعتبره طولا مناسبا في المكان الذي تعيش فيه ، ثقة من الله في
حسن حكم المرأة المؤمنة التي تختار ثيابها وهدفها الكمال والجمال والتقوى كما
علمها الله في كتابه الكريم, والله في رحمته يعلم أن ما يعتبر مناسبا في دمشق قد
يعتبر فاضحا في الرياض وما يعتبر معتدلا
في لندن قد يعتبر خليعا في الخرطوم ولذلك لم يصدر له حكما واحدا لا يراعى
فيه المكان أو الزمان وهو أعلم بعباده وهو أرحم الراحمين ولأن الله لم يحدد هذا
الطول أو شكل هذا الجلباب فإنه ليس بالإمكان أي من البشر أن يعدل ما حكم الله به
أو أن يغيره و يحدده بفهمه القاصر على ظروف معيشته و مكانه أو زمانه ونحن لسنا
أكثر حكمة من الله أو أعلم منه بعباده.
لا جناح على
المرأة
وحين يصبح لا جناح على المرأة في إظهار بعض من زينتها في حضور
أفراد العائلة سمح الله للمرأة الا تتقيد بالشروط السابقة ولكن في حدود المعقول
وما يسمح به الأدب والاحترام للمحيطين بها.
)لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) (الأحزاب:55) |
)وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور:60) |
خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
)يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (لأعراف:31) |
ما جعل عليكم في الدين من حرج
لقد كانت سنة الله لخلقه ألا يجعل الدين عليهم صعبا طالما سمعوا
لكلماته واتبعوا هداه وتدبروا كتابه أما هؤلاء الذين لا يكفيهم كتاب الله الكامل
الشامل التام فقد فرض لهم أن يخرجوا من رحمته ونصره وعزه ليقعوا فريسة للشيطان
فيجعل حياتهم صعبه تعيسة ومعقده غير ما ينتظرهم من عذاب أليم في الآخرة . فالله
سبحانه وتعالي لم يأمرنا إلا بما يريدنا أن نفعل ولم يذكر أية من الأمور الآخرى
التي لا تؤدى الي هدانا في هذه الحياة أو نجاتنا في الآخرة . فالله على سبيل
المثال لم يأمرنا أن ننام على الجانب اليمين أو اليسار أو كيف ندخل بيوتنا بالقدم
اليمنى أو اليسرى أو كيف نتصرف لو سقطت ذبابة في الطعام أو ماذا نقول قبل الجماع,
وغيرها من الأمور الدنيويه لأن هذه الأمور متروكة لنا لنتصرف فيها حسب فهمنا
وظروفنا طالما طبقنا القرآن الكريم الذي يأمرنا أن نذكر الله ذكرا كثيرا ونسبحه
بكرة وأصيلا , ولأن الله بعلمه الواسع عرف أن معظم هذه الأمور الدنيوية لا أهمية
لها في التقوى فإنه لم يصدر في شأنها أوامر وهذا ما أثار الفزع في هؤلاء الذين لا
يجدون في كتاب الله كل ما يعنيهم سواء كان ذلك يعنى الله جل جلاله أم لا يعنيه ,
فأضافوا الي كتاب الله كتب عديدة يدعون فيها أن الله يريد الناس أن تفعل هذا وذاك
في كل صغيرة وكبيرة من الأمور التي لا علاقة لها بالإيمان والتقوى ووقعوا في الشرك
والظلمة والخسران .
)أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت:51) |
ويذكرنا الله أن هؤلاء الذين لم يكفهم كتابه سوف يأتون يوم
القيامة منكرين لشركهم
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ(22)ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ(23)انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(24) ( الأنعام:22-24) |
بل يعلمنا الله أن الرسول سيشتكى من المسلمين يوم القيامة
وشكوته هي الحق لأنها مؤكدة في كتاب الله وعلى كل مؤمن أن يعرفها حتى يتجنبها
وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(الفرقان:30) |
الاستنتاج:
وضع الله ثلاثة شروط لزي المرأة في الإسلام من خلال أوامره
الربانية في القرآن الكريم.
1) خير اللباس التقوى
2) على المرأة أن تغطى صدرها
بردائها.
3) على المرأة أن تدنى عليها
جلبابها بمعنى أن يكون
رداءها طويلا بما فيه الكفاية ليعطيها
احترام من حولها.
وسمح
الله للمرأة أن تتصرف بحرية كاملة في تغطية ما تعتبره زينة داخليه وأن تكشف فقط
عما تعتبره لزوم الأمر والموقف.حيث تتصرف في وجود زوجها واهلها بحرية أكثر من حالة
وجود غرباء عنها
. لم يأمر الله في القرآن بأن ترتدى المرأة
لحجاب أو الخمار الذي توارثه الناس من قبل القرآن وعلى هؤلاء الذين يرتدونه أن
يعرفون أنه من عادات قومهم وليس من الدين في شئ.
والله دائما كاف عبده المؤمن ولكنه غير كاف للمشركين بالله
الذين لا يجدون في هذه الشروط الثلاثة المفصلة في القرآن ما يكفيهم فأضافوا اليها
من كل كتاب يجدونه حتى أصدروا حكمهم المخالف لحكم الله بما فيه من تغطية الرأس
والشعر والوجه وحتى تحكموا في ألوان الملابس وكونها ونوعها وحجمها وطولها وكأن
الله الحكيم العليم قد نسى هذه الأمور ، استغفر الله.
zohra- عضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 16
تاريخ التسجيل : 05/09/2008
رد: كلمة الحجاب في القرآن
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع
والقيم وتوضيح وتصحيح المفاهيم
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
تحياتي
الحمامة البيضاء
والقيم وتوضيح وتصحيح المفاهيم
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
تحياتي
الحمامة البيضاء
الحمامة البيضاء- عضو
- عدد الرسائل : 107
الموقع : شمال المغرب من مدينة الحمامة البيضاء التي ارفرف بين جناحيها
تاريخ التسجيل : 10/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى